الموت
الموت في حد ذاته ليس مبعث الحزن ولكنه الفراق
احنا كل يوم بنسمع عن فلان مات وفلانة توفيت ودا شاب قتل ودا طفل
قتله المرض او حادث او اي سبب تعددت الاسباب والموت واحد
كل دا موت بنسمع و نترحم ونقول دا عمره ودا قضاء ربنا
ولو حد حكى لنا عن رد فعل اهل الفقيد وما فيه من رفض لما حدث
غالبيتنا يستنكر ونقول دا قضاء ربنا هو يعني كان هايخلد
الموت
في شكله الاخر موت الاقرباء والمعارف والاصدقاء له وقع آخر
له وقع مؤلم جدا في النفس ليس للموت ولكن لكون الموت هو سبب الفراق
نشعر بحزن بداخلنا يعتصر القلوب
انه قضاء الله ولكل اجل كتاب
ولكن الفراق صعب جدا ومحزن جدا والحزن ليس بمعصية
طالما انه لا يتعارض مع الايمان بالمولى عز وجل
ولكن حزن الموت درجات تتفاوت حسب قوة العلاقة بين الاشخاص
وهناك اشخاص في حياتنا بعد موتهم نبلغ اقصى درجات الحزن
حزن يترك القلب جريحا بجرح غائر مؤلم المه اقوى من اي الم اخر
مهما كانت حداثته فالمرء لايشعر بذلك الالم قويا لان لديه الم اخر طاغي
سكن قلبه
هذا هو حالي بعد موت ابي رحمه الله واحسن مثواه هو وجميع موتى المسلمين
جميعا ان شاء الله
بعد موته اصبحت لا احزن حزنا قاتلا اصبح تأثري بما هو محزن
متمثلا في احياء جرحي الذي اوقفت نزفه سريعا و احكمت رباطه
وتأقلمت سريعا سريعا مع حياتي
وتناسيت تماما ان ابي مات
نعم هو غير متواجد ولكن لا افكر في سبب غيابه
لا اقترب من تلك المنطقة ونتحدث عنه كثيرا واترحم عليه وادعو له
ولكن بشكل او باخر محوت من ذاكرتي معظم ذكريات فترة مرضه
ويوم وفاته لا اقترب منه
حتى الان اوشك اليوم ان يعرض نفسه امامي فتجاوزته سريعا
اشعر ان هذا شيء غريب جدا مني
يوم العيد صباحا بعد ان عدت من صلاة العيد من الخلاء انا وزوجات اخي
قابلتني امي وكنت متجهة لباب غرفتي لانام
لانني كنت مستيقظة منذ الامس وتسائلت ألن تأتي لتزوري ابوكي
وكانت في عيونها نظرة عتاب لانني لا ازوره ابدا
ولم أشأ ان ارد طلبها فذهبت معها وطوال الطريق اداعبها وامزح معها
وتعرفني على بعض المنازل نسيتها لعدم مروري من ذلك الطريق منذ زمن الطفولة
ومررت على الكتاب الذي كنت اذهب اليه صغيرة
ووصلنا المقابر
ووصلت لقبر ابي وجدت زوجة احد اعمامي امام قبر زوجها سلمت عليها
ووقفت انظر للقبر الذي يرقد فيه ابي
وبدات ادعو لابي
وانا غير قادرة على استيعاب ان ابي يرقد داخل هذا القبر
وغلبني بكائي
وانا على حالي هذا وجدت صوت يناديني
يللا علشان تروحي
لم اكد ان اقف بضع دقائق وكان عمي الذي لم يرى جدي وكان ابي هو الاب له
لم اعارضه هو سمع صوت بكائي فلم يسمح لي بالتواجد وصحبته وانا ما زلت اتمتم بادعيتي وسورة الفاتحة وجدته أيضا عيونه دامية من كثرة البكاء
هل طبيعي ان اتناسي موت ابي وان اتعايش بشكل طبيعي مع عدم تواجده وغيابه
ولكن بعد موته اصبح تأثري لموت الآخرين ليس كسابق عهده
حتى من هم على علاقة بي انني احزن لهم ولذويهم ولكن
وكانما موت ابي أطفأ نار الحزن عندي وتركها نارا خامدة تحت الرماد
كي تستعر السنة لهيبها فهي في حاجة الي ما هو في قوة ما اخمدها
واصبحت متأكدة وعلى يقين مما قد يلهبها مرة اخرى
ان كان مقدرا لي معايشة وقوعه
منذ فترة طويلة جدا جدا لم اكتب هكذا
وبرغم ان بداخلي الكثير لاكتبه فلسوف اتوقف الان وسأكمل في وقت آخر
يبدوا ان هنا سيكون بديلا لأجنداتي
